- الجيشمشرف المنتدى العام
- عدد المساهمات : 565
تاريخ التسجيل : 20/08/2011
الزنــا- دراسات المانيه - أمريكيه
الخميس فبراير 23, 2012 5:49 pm
أيها الناس: شريعة الله تعالى جاءت بكل خير، ومنعت من كل شر، فهي الصلاح والرشاد للناس في العاجل والآجل، بلغها النبيون عن ربهم، واستنكف عنها المجرمون من البشر، وحاربوا أتباعها والدعاة إليها، وزينوا للناس كل طريق تخرج الناس من دينهم، وتصدهم عن شريعة ربهم.
ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أنه حرَّم الزنا ونهى العباد عنه؛ لما ينطوي عليه من المفاسد، ويؤدي إليه من الهلاك {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة أعظم ما يفتن الرجل فقال عليه الصلاة والسلام: ((ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ)) رواه مسلم.
ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه لما جعل في كل من الرجل والمرأة ميلا إلى الآخر نظم العلاقة بينهما بما يحقق المصلحة، ويروي الشهوة، ويحافظ على النسل، ويصون العرض، ويدرأ الشر، فرغب في النكاح وحض عليه {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3] وأمر سبحانه وتعالى بالعفاف من لا يجد مؤنة النكاح {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فإنه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ)) متفق عليه.
قد اتجه جمع من الباحثين في الدول التي شرَّعت للاختلاط بعد عقود من تجربته لدراسة آثاره ونتائجه فأجمعت دراساتهم وإحصائياتهم على أن ضرره أعظم من نفعه، وأن المنافع التي توهمها من شرعوا للاختلاط خلفت من الأضرار الدينية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية ما لا يحصى.
ومن ذلك: أن معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا أجرى دراسة على المدارس المختلطة وغير المختلطة فتبين: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد غير المختلطة.
وفي تجربة أخرى تم فصل البنين عن البنات في الدراسة، فحقق الجميع نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل الدراسي كان مختلطا.
وفي دراسة أخرى بمعهد كيل بألمانيا تبين بعد الفصل بين الطلاب والطالبات أن البنات كن أكثر انتباها، ودرجاتهن أفضل كثيرا قبل فصلهن عن الطلاب.
وعلى إثر ذلك ذكرت الدكتورة كاولس شوستر خبيرة التربية الألمانية: أن توحد نوع الجنس في المدارس بحيث يكون البنين في مدارس البنين، والبنات في مدارس البنات يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ، أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع.
وهذه الدراسات المتعددة صدرت في ألمانيا وهي بلد نصراني علماني، ولم تصدر عن مسلمين حتى يقال إنهم منحازون للقيم الإسلامية، بل صدرت عن متخصصين يعنيهم الشأن الألماني أولا وأخيرا.
وفي مقام آخر أوفدت وزارة التربية السورية مهتما بشأن التعليم والتربية إلى بلجيكا في رحلة علمية زار فيها المدارس البلجيكية، وفي إحدى الزيارات لمدرسة ابتدائية للبنات سأل المديرة: لماذا لا تخلطون البنين مع البنات في هذه المرحلة؟ فأجابته: قد لمسنا أضرار اختلاط الأطفال حتى في سن المرحلة الابتدائية.
وفي أمريكا نشر الموقع الإخباري الأمريكي (سي إن إن) قبل سنتين خبرا تحت عنوان: (الطلاب الأمريكيون في الصفوف المختلطة يحصلون على علامات متدنية) وذكر فيه: أن إدارة الرئيس قد منحت مديري المدارس العامة في البلاد حق فصل الصفوف بين الجنسين حسب ما يرونه من المصلحة التربوية للطلاب والطالبات، وهذا يعد أكبر تعديل يطال النظام التربوي في أمريكا منذ عقود كثيرة.
واستندت الدوائر التربوية الأمريكية في موقفها هذا على تقارير إحصائية أثبتت حصول الطلاب في الصفوف غير المختلطة على علامات أعلى من نظرائهم في الصفوف المختلطة، خاصة في مادتي الرياضيات واللغات الأجنبية.
هذا؛ وقد اشتهر ابتزاز الضباط والجنود في الجيوش المختلطة للمجندات والعاملات في الجيش، وأُجري أكثر من تحقيق في اغتصابهن والتحرش الجنسي بهن، وإكراههن على ما يريده رؤساؤهن منهن، وسبب ذلك هو الاختلاط.
وكشف تقرير صحفي لجريدة (نيويورك تايمز) أن الجيش الأمريكي يواجه اتهامات كثيفة تتعلق بتحرشات جنسية، واعتداءات جنسية بحق مجندات أمريكيات من جانب زملاء لهن وخاصة في العراق والكويت و أفغانستان، كما تشير إحصاءات صادرة في إسرائيل إلى ارتفاع حاد في ظاهرة تحرش الجنود بزميلاتهم المجندات.
ولكثرة الشكاية من التحرشات الجنسية في وسائل المواصلات المختلطة عمدت بعض الدول الوثنية إلى تخصيص عربات خاصة للنساء في بعض القطارات.
وفي دراسة تربوية لبنانية تَبَين نتيجةً للاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات: أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب بها مع هذه العاطفة... وأن أكثر من ستين في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في عواطفهن أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن.
وأشار تقرير حكومي ياباني إلى ارتفاع واضح في قضايا التحرش الجنسي بالنساء العاملات وصل إلى خمسة وأربعين في المائة، ونفس النسبة ثبتت في دراسة ميدانية في مصر على النساء العاملات، وهي نسبة تقارب النصف، أي: ما يقارب من نصف العاملات في أجواء مختلطة يتعرضن لمضايقات وتحرشات جنسية، وربما وصل الأمر إلى التهديد أو الاغتصاب.
وهناك مئات التقارير والدراسات تثبت أضرار الاختلاط ومآسيه في الغرب والشرق، والبلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وبعد تجربة مريرة عانى النساء من آثارها معاناة شديدة يعود العالم من جديد إلى اكتشاف أن الاختلاط شر وبلاء على الرجال والنساء، وهو ما نهت عنه شريعة الله تعالى، فالحمد لله الذي هدانا لها وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونسأله تعالى أن يثبتنا عليها إلى الممات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125].
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى