آدم ابيض...حواء بيضاء...من اين آتى اهل البشره السوداء؟

(( قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ))
[الروم:22].


من مدخلي هذا احببت ان اكتب موضوعي
الذي اضعه اليوم بين ايديكم




أغراب نحن
نبحث عن النحن فيها
..عن ماهيتنا
لكن كل ما نراه
هو لوحة مجهولة المعالم



اختي واخي
عندما قرات هذه الايه راودني شك واعيذ نفسي من الشك
فليس لي الحق ولكن وسوسة الشيطان مماجعلني اقوم
ببحث في هذه الاية العظيمه
وتعمق وتعمقت ووجدت كتابات لاترضي ايماني بالله
وكتابات شدة انتبهاي للتعمق اكثر
الى ان وصلت بحمد الله ماهو بين ايديكم الان
فلو كان على صواب فمن الله وحده فاحمده
وارجو ان يكون بالفائده وردا وردعا لاعداء الدين
ولمن يشكك في خلق الله
قال الله تعالى:

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ

أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ

[الروم:22].

قال الشوكاني عند تفسير هذه الآية:
واختلاف ألوانكم من البياض والسواد والحمرة والصفرة والزرقة والخضرة،
مع كونكم أولاد رجل واحد وأم واحد، ويجمعكم نوع واحد وهو الإنسانية،
حتى صرتم متميزين في ذات بينكم، لا يلتبس هذا بهذا، بل كل فرد متميز عن غيره،
وفي هذا من بديع القدرة ما لا يعلمه إلا العالمون .
وقال الله تعالى مبينا بعض آيات قدرته
في اختلاف ألوان الناس والجبال والحيونات والنباتات:

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً

فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا

وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *

وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ))

[فاطر:27-28].

فنجد هنا ان الله جل في علاه قد نبه لهذا وتطرق له لانه يعلم
بان الشك سيراود عقول خلقه فلذلك نبهنا باياته الكريمه
التي اعدها قبل ان يخلقنا سبحانه جل في علاه
ليثبت لنا انه على كل شيئ قدير
وانه خلق الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد
وهو الماء الذي ينزل من السماء،
فيخرج به ثمرات مختلفا ألوانها من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض
إلى غير ذلك من ألوان الثمار،
كما هو مشاهد من تنوع ألوانها وطعومها وروائحها.
وخلق الجبال مختلفة الألوان كما هو المشاهد،
من بيض وحمر وسود، وفي بعضها طرائق مختلفة الألوان.
وخلق الحيوانات مختلفة الألوان حتى في الجنس الواحد،
بل الحيوان الواحد يكون أبلق فيه من هذا اللون وهذا اللون .
وخلق الناس كذلك،
فمنهم أحباش في غاية السواد،
ومنهم صقالبة وروم في غاية البياض،
ومنهم العرب بين ذلك، ومنهم الهنود دون ذلك.

والسبب في اختلاف ألوان الناس ما بينه
الحديث القدسي
من أن آدم خلق من قبضة قبضها الله
من جميع الأرض فاختلفت ألوان بني آدم بسبب
اختلاف ألوان الأرض.
الحديث الشريف عن الرسول الكريم
عليه أفضل الصلاة والتسليم فيما رواه عن خلق آدم قال:
(( إن الله قبض قبضة من الأرض من أبيضها وأسودها وما بين ذلك ..
ومن طيبها ورديئها وما بين ذلك .. فجاءت ذرية آدم على قدر ذلك))
رواه ابن حبان وغيره
ففي الحديث: أن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض،
فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض
والأحمر والأسود وبين ذلك،
والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك.
رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث
أبي موسى وصححه الأرناؤوط والألباني

ومن المعروف ان الانسان
ينقل صفاته الوراثية الى أبنائه وأحفاده,
والصفات تلك تؤخذ عن الأب والأم معاً وذلك عبر
حدوث نوع من اختلاط نطفتيهما,
واحتمالات حصول الاختلاف عن الأبوين الأصليين كثيرة جداً طبقاً لاختلاف الكروموسومات فيهما.
وبماان ابانا ادم وامنا حواء يحملان هذه الصفات الوراثيه
مما تكونت به اجسادهما عليهما السلام
وبما ان ابانا ادم من الطين الذي خلق منه
فاذا لابد ان يكون اختلاف البشريه بجميع الالوان
فنجد الاسود والاسمر والاحمر والاصفر
والحنطي والقمحي وشديد البياض
*******************
للمعلوميه
انا ابانا ادم خلق من طينة الطبقه الرابع من الارض
التي تسمى بالادمه لذلك سماه الله جل في علاه بادم

وقد سمي آدم بهذا الاسم لأنه من أديم الأرض.






فمن هنا ارد على من شكك في ان ابانا ادم وامنا حواء
قد خلق الله منهما صفوة البشر وهم الانبياء
وان للسود اب وام اخرين وبقية الالوان لهم امهات واباء مختلفين
بقول رسولنا الكريم
(( لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى ))

واتمم كلامي بالحديث الشريف
قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هل خلق آدم

من الطين كله أو من طين واحد قال بل من الطين كله
و لو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم
بعضا و كانوا على صورة واحدة
قال فلهم في الدنيا مثل ذلك قال التراب فيه أبيض
و فيه أخضر و فيهأشقر يعني شديد الحمرة و فيه أزرق
و فيه عذب و فيه ملح فلذلك صار الناس فيهم أبيض و فيهم أصفر
و فيهم أسود و على ألوان التراب الحديث .

هذا التفسير العلمي لاختلاف لون البشر
ولكن يبقى السبب الديني ..
وهو قدرة الله عزوجل الذي أمر ملكا من ملائكته الكرام
أن يأخذ من جميع أنواع تراب الأرض التي نعيش عليها
ليخلق منها آدم عليه السلام ..
فأخذ هذا الملك من جميع أنواع تراب الأرض من أبيضها وأسودها
وما بين ذلك .. ومن سهلها وحزنها أي قاسيها وما بين ذلك..
ومن طيبها ورديئها ومما هو بين ذلك..
وعند أحمد
((فجاء بنو آدم على قدر الأرض ,
فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ,
والسهل والحزم وبين ذلك ، والخبيث والطيب وبين ذلك)).

أي جاءت أحوال وألوان ذرية آدم عليه السلام مختلفة
بسبب هذا التراب المختلف الذي
خُلق منه آدم عليه الصلاة والسلام.

ارجو من الله جل في علاه
ان يكون موضوعي يحمل ما اصبوا اليه من توضيح
وليس تشكيك في قدرته جل في علاه
فهو القادر على كل شيئ وخلق كل شيئ كيفما يشاء وبما يشاء
ولكن كان بحثي ردا على الملحدين والناكرين لوجود ابانا ادم
او لمن قال ان ادم خُلق منه صفوة الناس والانبياء والمرسلين

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
فلوكان على صواب فمن الله فاحمده على نعمه
ولو على خطاء فمن نفسي والشيطان
واستغفره جل في علاه على وعن خطائي


لكم تقديري ولا تنسوا الدعاء لوالدي ولانفسكم
وللمؤمنين والمؤمنات